جاؤوني ليلاً حاملين سيوف البغض حاقدين
إذ كنت أصلي بالبكاء و صحبي بعيداً نائمين
********
ابتي ها قلبي ممزقا بريئاً لست مارقا
ما كنت يوماً منافقاً أقتادوني أسيراً شامتين
********
لم أعجب كيف أسروني بقبلة غش عرفوني
بدراهم فضة أبتاعوني يهوذا لم يكن الأمين
*******
ساقوني كشاة للفداء أسموني مليكاً للرياء
دانوني بكل كبرياء بلوّم وظلم الساخطين
*******
كل أخواني و أترابي كل خلاّني و أصحابي
كانوا ينتظرون عقابي و أبتعدوا عني خائفين
*******
يا ابني إن شئت فاعبر عني هذي الكاس
*******
في ظلم السجن حجزوني بلقاء أمي منعوني
بطرس خوفاً أنكرني حتى تلاميذي خذلوني
*******
لحكم بيلاطس عرضوني بدل براباس أختاروني
و الجمع كأنهم أتفقوا بالحكم عليّ لينهوني
*******
بصقوا بوجهي ضربوني وكما الأعداء أهانوني
بأبشع قدح شتموني و أمام الأخوة عروني
*******
ركلوني أرضاً دفعوني و بكل قواهم لكموني
شقوا لي لحمي عن لحمي بسياط القسوة جلدوني
*******
اكليل شوك قد ضفروا لمُلك فيه رسموني
صليب العار لي اختاروا و إلى الجلجثة جروني
*******
و من في الحشد نظروني بكلام الهزء لاموني
حين وقعت انتهروني لأتابع كانوا يقيموني
*******
بمسامير ثقبوا جسدي و على الصليب رفعوني
لا ذنب جنيّته بيدي بين اللصين صلبوني
*******
على أرديتي قد اقترعوا بين الأضلاع طعنوني
و عطشت من نزف جراحي على شرب الخل جبروني
*******
ونور الشمس قد أنطفأ حين غطى الموت جفوني
أبتي سلمّت لك روحي و أغمضت عن الكوّن عيوني
*******
إلهي إلهي لماذا تركتني
*******
ظلام و الصخر تزلزل أنشق معي ستر الهيكل
لمّا كل الأمر تكمّل رجلاً باراً وصفوني
*******
و من بالصدق أحبوني أنزلوا جسدي أستلموني
وبالأكفان لفّوني في وحشة قبر وضعوني
*******
في الثالث قمت بالظفر على شوك الموت منتصر
حطمت لهم قيّد الأسر خلّصت كل من تبعوني
*******
و برغم وجود الحرّاس و لتعطيل درب خلاصي
كذبوا خداعاً للناس و قالوا تلاميذي سرقوني
*******
أبتي
ما زال البشر ساخرين و هم بكلامي مشككين
رأسي ما زالوا طالبين و لو عدت إليهم ....صلبوني