قوة الضعف التى فى الصليب.!:
______________________________
لماذا نجزع وَنهاب الالم ؟
لماذا نخاف المرض وتُقشعر الابدان من خبر انتشار مرض السرطان والفشل الكلوى؟
لماذا يملك على قلوبنا الحزن ويُسييطر عندما نُظلم او يسلب حق من حقوقنا ؟
لماذا يطير النوم من أعيوننا ويمر الليل كله ولا يأتى النوم بسب بعض الخسارات المادية التى اَصابتنا ؟
لماذا نستخدم الوسائل الملتوية والرشوة والتحايل على القانون للهروب من الخسارة او الظلم وتفادى الالم ؟
لماذا نثور ونحتد وتنفجر فى قلوبنا معركة شَرسه عندما يهين احد نفوسنا او يتعدى علينا ولو بكلمة صغيرة ؟
لماذا نسخر العلم والمعرفة والتكونولوجيا فى صناعة وسائل للراحة والهروب من التعب والالم ؟
لماذا يبذل الطب جهود وابحاث علمية كلها حتى تخلص الانسان من الالم وتُسكن الالم ؟
لماذا يتعب الانسان ويجتهد واصلآ الليل بالنهار فى العمل وجلب الاموال حتى يملئ مخازنه بالمال ؟
لماذا ينام الانسان وفكره كله مع كل قلبه مشغول برصيده فى البنك وترقب زيادة الارباح وتضخيم الرصيد؟
لماذا يسعى الانسان للسلطة والزعامة ويهرب دائمآ من المتكأ الاخير؟
كل هذه التسأولات ومثلها الكثير تحدث ويعيش فيها الانسان دون ان يدرى , هل يوجد أحدآ منا لا ترتعب نفسه من خبر المرض هل لا يوجد احد منا لا يتأثر قلبه بسبب خسارة مادية او حتى عندما يذهب ليشترى حاجاته فيجد ان ما معه من مال غير كافى لشراء كل ما يريد بسبب غلو الاسعار؟!
هل سألنا أنفسنا كل الاسئلة السابقة وعرفنا ما هى الاجابة , العجيب ان الاجابة على كل الاسئلة السابقة يكون فى كلمة واحدة فقط هل تعرفها؟
انه :
المممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممموت....!!!!
نعم هو الموت مصدر كل خوف فى القلب ,مصدر كل رعب فى النفس ,مصدر كل عبودية للمادة اوالمال او خلافه:
ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية. عب 2 : 15
فالموت انتقل الينا من أدم الاول عندما أخطأ جلب الموت لكل البشرية وهكذا صار الموت ساكن ومتملك على كل البشرية :
لانه ان كان بخطية الواحد(أدم الاول) قد ملك الموت (على كل البشرية)بالواحد رو 5 : 17
واستقر الموت فى الانسان وخَربا كل حياة الانسان و اصبح الخوف من الموت قاعدة السلوك عند الانسان دون ان يدرى ومنه خرجت جميع اواع الخطايا والسلوك الشاذ عبر تاريخ حياة الانسان كلها .
فمنذ فجر الانسان والخوف من الموت يدفع الانسان الى الخطية حتى صنع الانسان اشنع الاعمال وهو متعجب من نفسه..!!
وفى ذهول من تصرفاته وعاجز على ان يفسر السبب فنجد ان الخوف من الموت عمل فى قلب قايين لكى يرتكب او حادثة قتل فى تاريخ البشرية كلها ...!!
فعندما وجد قايين ان اخيه هابيل قدم لله من ابكار غنمه وسمانها فنظر الرب الى هابيل وقربانه ولكن الى قايين وقربانه لم ينظر , فأغتاظ قايين جدآ وسقط وجهه تك 4 : 5_ 6
عمل الموت الساكن فى قلب قايين فأغتاظ اذ شعر انه مهمل وبالتالى برزا امام قلبه الموت الكائن فى داخله وان اخيه هو الاحسن بينما هو ميت فأراد ان يعيش هو.!! فكان من الضرورى ان يختفى اخيه فقتله وسجل او حادثة قتل فى تاريخ البشرية تعكس بصورة مباشرة عمل الموت داخل الانسان كأسس لمنبع الخطية .
وظل الموت يعمل فى داخل الانسان دون ان يدرى الانسان كمثل فيرس صغير_ لايرى بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر العادى لان طول الفيرس اصغر من اقل طول موجى للضوء العادى_ولكن على الرغم من صغر حجم الفيرس وفشل الانسان فى رؤيته ولكن تظهر أثار وجوده فى الانسان .فتظهر عليه اعراض المرض من حراة شديدة ( حمى) او رشح او تكسير فى العظام وخلافه .
وتغلغل الموت داخل كيان الانسان ومزق حياة الانسان وسلوكه حتى انحدر الانسان الى أقل مخلوقات الله بخطاياه مع العلم ان الله خَلقهُ سيد لكل الخليقة!! حيث ان الموت الذلا تسرب الى الانسان بخطية ادم .. سمح للخطية ان تملك على كيان الانسان وتستعبده
حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الابدية بيسوع المسيح ربنا
رو 5 : 21
فالموت العدو المرعب والمخيف المفزع لاى انسان مهما تظاهر الانسان بخلاف ذلك هو الذى سمح للخطية ان تملك وتستعبد البشرية كلها , وتشكلَ سلوك الانسان وتصرفاته بدافع من الموت وكأن الموت صار ملك داخل الانسان ومشير له فلا يستطيع ان يفعل الانسان اى شيئ بدون ان يأخذ الامر من ملكه ولا يستطيع ان يقرر اى عمل او دافع داخله الا ان يرجع اولآ الى ُمشيره وسيده .
فأندفع الانسان بأمر من الموت يجمع المال ويجتهد بكل قوته فى جعل نفسه غنيآ ظنأ منه انه بغناه يقضى على الفقر والعوز وبالتالى يستطيع ان يحفظ جسده من الموت اذ يوفر له كل مل يحتاجه .
واندفع ايضآ الانسان بأمر من ملكه وهو عدوه فى نفس الوقت فى الاكل والتمتع بأنواع وانواع من الاكل,,,,,, والاكل ليس حتى الشبع فقط ولكن الى ما هو فوق الشبع ظنآ منه انه كلما اشبع جسده اكثر يحميه من الموت .!
واندفع الانسان يبتكر وسائل جديدة وطرق حديثة يثير بها غرائزه الجسدية .فاليوم كل وسائل الترفيه والافلام والمسلسلات لا تخلو بشكل او اخر عن التلميح لآثارة الغريزة ,وايضآ الملابس تتسلبق بيوت الازياء دون ان تدرى فى ابتكار مُوديلات عارية وجديدة تبرز الجسد وتجعله فى وضع مثير اكثر كل هذا يفعله الانسان دون ان يدرى بأمر من سيده وخوف منه وهو الموت .حتى يجد الانسان فى لذته الجسدية هروب من عدوه المترقب ساعته حتى يقضى على الانسان .
فالموت والخوف من الموت هو الذى يدفع الانسان الى محبة الاقتناء والتملك وبناء البيوت والراحة النفسية بكثرة الممتلكات .! وهو الذى يزرع البغضة فى القلب الى درجة القتل والتخلص من الاخر لكى ابقى انا ولا يشلركنى اخر !!
والمجال كثيرة جدآ لعرض الفساد الذى سببه الموت الذى تملك علينا ويكفى ان ينظر الانسان حوله ويبحث فى ما أصاب العالم من حروب وخراب فى كل مكان وفى كل مدينة ويستعرض الحوادث التى تحدث يوميآ وبصورة مستمرة ومتصاعدة ليعرف ما هو الموت الذى تملك على الانسان وما هى الخطية التى جلبها هذا الموت .
ولكن.............................................. .........الحقيقة العجيبة جدآآآآ والمذهلة والغائبة عن كثرين جدآآآآآآآآ ان الله قد داس هذا الموت والغاه ولم يعد له وجود نهائيآ داخل الطبيعة البشرية والانسان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل تتصور هذا عزيزى القارئ الحبيب؟؟ هل تعرف هذا ان هذا العدو العملاق الذى استعبد الانسان على مر الدهور كلها هدمه المسيح والغاه وانهى على سلطانه تمامآ فى الانسان ؟
ومتى حدث هذا؟
حدث هذا فعلآ والانسان لا يدرى وهو لاهى فى العالم وظلام العالم يغشى عيناه ,حدث هذا والانسان مشغول بالعالم ومشغول بأختراع المزيد من وسائل تقضى على الموت ونتائجه .!
والغريب منذ شعور الانسان بالخوف بالموت وهو يخترع وسائل للقضاء على الموت ولم يفلح ..!!!
قديمآ اراد الانسان ان يبنى برج عال جدآآآآ يصل الى السماء وهو برج بابل المدينة العظيمة فى ذلك الوقت والذى وصلت بحضارتها وتقدمها ما ُيذهل عقل الانسان حتى ارادت بحضارتها عندما بلغت قمتها ان تستخدم هذه الحضارة فى اختراع برج تهرب فيه البشرية من الموت ولكى لا تجنح البشرية عن هدف خلقتها فى البحث عن الحل فى الله.!!
ولان الله يعلم ان كل هذه المحاولات هى تضيع فى الوقت وايضآ لانهم اعتقدوا بأنهم بعقولهم الذى خلقها الله فيهم من العدم يمكن ان يتحدوا الله...... بلبل الله السناتهم ليس لان الله فى مستوى الانسان او هو ند للانسان حاشا ولكن محبة منه للانسان حيث انه يريد ان يوجه الانسان الى الطريق الصحيح للخلاص من الموت .
َ
وحديثآ فى عصر التكونولوجيا الحديثة تقدم الانسان فى اختراع وسائل طبية حديثة يقُاوم بها الامراض وخاصآ الامراض الخطيرة مثل السَلطان ولكن بينما يقترب الانسان بطبه الحديثة
من ايجاد بعض الوسائل فى ايقاف زحف الَسَرطان على الانسان..
يُفاجاء الانسان بظهور ما هو اقوى من السَلطان وهو الايدز ويبدء من جديد فى الابحاث وما علم الانسان الحديثة الا انه عمل على زيادة مخاوف الانسان حيث أخترع وسائل الفحص والاشعة الحديثة التى تكشف عن الامراض وتعرف الانسان بأمراض خلف امراض جديدة تجعله يعيش فى حلقة مفرغة من الرعب والخوف من الموت...!!
ولكن متى هدم المسيح هذا العدو العملاق وهو الموت ؟ وكيف هدمه ؟
الموت الذى دخل العالم بحسد ابليس هدمته بالظهور المحيى الذى لابنك الوحيد الجنس ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح ( القداس الالهى )
هذه هى كلامات القداس الالهى التى نسمعها دائمآ فهل نصدقها ؟؟ فهذه حقيقة سواء صدقنها وكسبنا فعلها فى حياتنا , او لم نصدقها ونظل نعمل مع العالم على الهروب من الموت العدو القديم ولكن الذى هدمه والغاه المسيح .
فمتى ُهدم الله الموت والغى سلطانه بالتمام على كيان الانسان فهذا عندما أكتمل الزمان وظهر الله فى الجسد ,فعندما ظهر الله فى الجسد اى فى الانسان هرب الموت من طبيعة الانسان او بالحرى أبُيدا الموت من الانسان .لان الله هو الحياة فمتى حلت الحياة فى الانسان هل يظل هناك وجود للموت فى الانسان .!!؟
تماما كمثال ظهور النور فى مكان معين هل تظل الظلمة موجوده بالرغم من وجود النور ؟ فالله هو نور الحياة وظهر فى طبيعة الانسان التى سكن فيها الموت وكان الموت وهو الظلام يملك كل كيان الانسان ولكن عندما ظهر نور الحياة فى الانسان هدم الموت على الفور :
وانما أظهرت الآن بظهور مخلّصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل 2تى 1 : 10
الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد.
مز 107 : 10
اخرجهم من الظلمة وظلال الموت وقطع قيودهم.
مز 107 : 14
الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.
اشع 9 : 2
اخوتى الاحباء ليس هذا خيال او تأمل او شيئ ننتظر حدوثه فى المستقبل بل هذا عمل تم فعلآ فى الزمان ومايزال قائم ولن ينتهى ابدآ ,فظهور الله فى الجسد حقيقة صارخة وثابته فى وجودها اثبت كثيرآ من وجود الشمس فى كبد السماء ,ولقوة واهمية هذا الحدث بالنسبة للبشرية والانسان .
يُحاربه الشيطان المغلوب بكل قوته مرة بالتشكيك وأثارة البلبلة العقلية المريضة حتى يُبعد اكبر عدد من الناس عن حقيقة ظهور الله فى الجسد ومرة ايضآ عن طريق الانحراف بالعقيدة فى المختارين ايضآ حتى يُبعدهم ايضآ عن الاستفادة من هذه الحقيقة المصيرية بالنسبة للانسان.
فالله ظهر فى الجسد وهو الحياة وبالتالى انهى على الموت فى البشرية ومازال الله يظهر فى كل انسان يقبله ويحبه ويكون له علاقة شخصية مع شخصه ,وبالتالى يقضى على الموت فى كل انسان يقبله ويحبه .وهنا نقطة مهمة جدآ نريد ان ننتبه لها بنعمة الله ونور روحه القدوس وهى ان الموت هدمه المسيح ومازال يهدمه كل يوم فى الانسان الذى يحبه ويقبله فيظهر فيه .
وعلى هذا لم يعد الموت موجود الا فقط فى الانسان الذى لم يقبل المسيح بعد ,والذى مازال رافض قبول المسيح ليسكن فيه وفى داخله وبالتالى يصبح غير مستحق ان تكون له الحياة اما الذين قبلوه صاروا مستحقين بقبولهم له ان يسكن فيهم فهؤلاء أنتقلوا من الموت الى الحياة من الان :
الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة. يو 5 : 24
ونلاحظ ان المسيح هدم الموت بظهوره المحيى فى الجسد ثم انتقل هذا الفعل الى كل انسان يؤمن به ويحبه على مستوى عملى او بظهور المسيح فى كل انسان ايضآ ولكن هناك امر مهم جدآ ايضآ وربما غريب .
فالله هدم الموت فعلآ بظهوره المحيى فى الجسد والغى الخطية التى كانت هى سبب الموت ولم يعد الموت او الخطية لهم اى سلطان على الانسان الذى يقبل المسيح او بالحرى لم يعد هناك وجود للموت او الخطية الا خارج المسيح :
عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية.
رو 6 : 6
ولكن الامر العجيب الذى صنعه الله هو انه أظهر للعالم كله ولكل البشرية أظهر لهم قوة انتصاره على الموت وهدم الموت........... بالموت,................!!!!!!!!!!!
هذا امر فعلآ له العجب وعثرة للعقل وعثرة للجاهلين بأمور الحياة والمتمسكين بالموت . فالله هدم الموت فعلآ بظهوره فى الجسد منذ لحظة مولده من الروح القدس ومن العذراء مريم .ولكن عندما اراد ان يُظهر للعالم كله هذا الانتصار على الموت أظهره بالموت :
بالموت داس الموت ,,,,,,,,,عندما اراد ان يُظهر للعالم انه انهى على ضعف البشرية وعجزها أظهره ذلك بالضعف .
فالبضعف الشديد والالم والاهانة والظلم انهى الله على ضعف الانسان وتألمه بمعنى ان الصليب بكل مراحله كان هو أعلان الله عن انتصاره على الموت والخطية!!!!
ولذلك تقدم المسيح وقبل الصليب بكل ارادته وحده وسلطانه لم يُفرض عليه الصليب بل هو الذى فرض نفسه على الصليب , لم يصيبه الصليب كمن يصيبه قدره ونصيبه فهذا امر مرفوض تمامآ عند المسيح بل هو الذى ذهب بنفسه الى الصليب ,
لم يتألم المسيح على الصليب كخاطئ ابدآ بل هو القدوس الطاهر الذى لم يعرف خطية ابدآ ,
لم يتألم المسيح على الصليب وهو تحت سلطان اى مخلوق او اى سلطان ارضى مثل هيرودس او بيلاطس او غيرهم ولكن كمن له سلطان ان يضع نفسه وله سلطان ان يقيمها ,
فهو قبل الموت بالجسد بكل رضى :
لكي يذوق بنعمة الله الموت لاجل كل واحد عب 2 : 9
وبالتالى نعتق جميعآ من الموت الى الابد ولا نذوق الموت فيما بعد ولكن يصبح الموت باب وطريق لاستعلان الحياة .
هذا الطريق المعكوس بالنسبة للعقل أسسه المسيح فالموت ندوس الموت مُعضلة لا يقبلها العقل أبدآ . ولكن هذا هو عمل الله الفائق جدآ للعقل ولكنه مقبول وواضح للقلب .لان المسيح هدم الموت بظهوره المحيى ولكى يُظهر هذا الفعل على الملئ وفى العيان ولكل العالم تقدم وقبل الموت بأراته وتحدى كل وسائل التعذيب والالم .
وعندما قبل المسيح كل طرق الالم ووسائل التعذيب التى تؤدى الى موت الجسد أخيرآ مات وأسلم الروح موت حقييقى ولكن هذا الموت الحقيقى كان المسيح سبق وهدمه بظهوره فى ذات الجسد الذى مات ولذلك كان من المستحيل ان يمسك من الموت :
الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه. أع 2 : 24
ولهذا قام المسيح من الموت وهو أساسأ القيامة والحياة قام من الموت مثل نأئم وأظهرا للعالم كله ان الضعف الذى قبَله والالم والجروح وخلافه لم تفعل شيئ الا ان أظهرت بوضوح لعين الانسان الضعيف الحياة التى فى المسيح والتىسبق بها وهدم الموت ..!!!
وأسس لنا المسيح طريق معكوس للعقل بأن الضعف هو طريق لظهور القوة وأن الموت هو الذى سوف يدوس الموت فينا ولم تعد الحياة فى الاحتفاظ بالحياة لان هذا كانا اساس سُكنى الموت فينا .
بل صارت الحياة فى المسيح هى فى التفريط فى الحياة ..!! فالصليب اليوم هو دعوة لكى نبدد كل ما نملك وكل ما نحتمى به من أجل المستقبل والظروف نبدده لكى تظهر فينا الحياة .!!
الصليب أصبح دعوة لكى لا نخاف من الخدمة وأعمال المحبة نخاف على صحتنا من المشقة والتعب بل أصبح سر ظهور الحياة هو فى التفريط فى صحتنا من اجل الخدمة وأعمال المحبة ,فلقد اسس الصليب اليوم فى قلوبنا عدم الخوف من الموت لان الصليب أباد الموت وطرده من نفوسنا فلماذا نخاف منه بعد؟
فالصليب طرد من قلوبنا الخوف من الصيام خوفآ على الصحة العامة فنحن لا نخاف ابدآ من الموت لان الموت انتهى بالصليب وان ما فى قلوبنا الان هى الحياة اى المسيح فكيف نخاف الموت؟
كان المرض قديمآ رعب لانه سوف يقضى على حياتنا ولكن اليوم انتهى هذا الفكر لان حياتنا هى المسيح الحى الذى لايموت فأهلا بالمرض الذى حسب مشيئة الله لانه سوف يُظهر فى قوة الحياة التى هى المسيح فنجوزه وقلوبنا ممتلئ الى أخرها بالرجاء الحى الذى لايموت بل ويفيض الرجاء من قلوبنا ليشمل كل أحبائنا الذين يتألمون من أجل مرضنا .
كان الظلم قديمآ يسلب قلب الانسان ويحطم كل قُدراته ولكن اليوم لا يستطيع ابدآ ان يتسرب اى خوف من الظلم الى قلوبنا ,لاننا نملك فى داخلنا كنز الحياة كلها فما قيمة اى شيئ يمكن ان نفقده فى هذا العالم اذا قارنا بينه وبين كنز الحياة الذى يسكن داخلنا .
فشكرآ لله الذى أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة . ونسأل المسيح الهنا الصالح ان يكشف عن قلوبنا سر الصليب العجيب ,وان ينقل الينا فعل عمله على الصليب نتذوقه كحياة فى داخلنا لانه وهب لنا فعلآ لا أن نؤمن بالمسيح فقط بل نموت من أجله كل يوم كما هو مات من أجلنا :
كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار.قد حسبنا مثل غنم للذبح. رو 8 : 36
فهل يمكن أن نموت من اجله بدون ان نأخذ فعل الصليب وسكنى الحياة فى داخلنا .؟ فلهذا يا رئيس الحياة نتضرع اليك ان تعطينا نعمة الموت من أجلك طول النهار ,نموت من أجلك بقوتك الذى أضُيفت الى طبيعتنا بسبب اتحادنا بك :
نموت من أجلك عندما لا نشارك العالم فى شهواته وُنفضل ان نخلع اعيننا عن ان تنظر الشر والخطية ,
نموت من أجلك عندما لا نسمع لفكر العالم الميت بضرورة تأمين المستقبل بالمال والبيوت والعقارات .ولكن نقبل فكر الحياة عندما نعطى ما فى أيدينا الى كل من يسأل بدون حساب .
نموت من أجلك كل يوم عندما نرفض المسرة التى فى العالم بالشهوة الجسدية ونقبل ان نحزن ونبكى لاننا نعلم ان حزننا سوف يتحول الى فرح بينما فرح العالم سوف يتحول الى بكاء وصرير أسنان:
الحق الحق اقول لكم انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.انتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول الى فرح. يو 16 : 20
نموت من أجلك كل يوم عندما تُسلب حقوقنا ونظلم فنقبل بفرح وسرور عالمينا أن حقوقنا عند الرب وحده
نموت من أجلك كل يوم عندما يضطهدنا العالم فى أعمالنا وفى فرصة الوظائف والترقية ونشكرك ونفرح اننا ظلمنا من اجل اننا نسمى بأسمك مسحيين فلا نتظلم ونشتكى وبهذا نهرب من الحياة الى الموت من جديد
نموت من اجلك كل يوم عندما نُهان ونشتم فننظر لك فينا فيخرج منك على فمنا البركة مقابل الشتيمة
ونتعب عاملين بايدينا.نشتم فنبارك.نضطهد فنحتمل 1كو 4 : 12
كل هذا لايمكن ان يعيشه انسان طبيعى يارب بل لابد ان يكون انسان الهى ساكن فيه المسيح لان المسيح هو الوحيد الذى فعل هذا ,ولذلك نتضرع اليك ان تظهر فينا وتعلن الحياة فينا وبالتالى تهدم الموت فينا أيضآ وهكذا نعمل أعمالك يارب المجد لك